منذ حوالي سنة، قامت حيوانات “البلفدير” بثورة على حارس الحديقة، وهربت من سجنها إلى مزرعة قريبة وجدت فيها حمارا تظهر عليه علامات الورع والتقوى، فقامت بمبايعته ملكا عليها… بمنتهي البرود واللامبالاة استقبلت الأسود والنمور مبايعة جميع الحيوانات للحمار ملكاً للمزرعة… أسد وحيد كان يتألم مما حدث وانزوى في ركن بعيد بحيث لا يراه أحد وهو يبكي …لم يشاركه في هذا الحزن سوى نمر عريق من سلالة أصيلة… بينما كان النمر يطيّب خاطر الأسد ويوضح له أنها فترة مؤقتة وسيذهب الحمار للجحيم وتستعيد الأسود ملكها المسلوب…. سمعا صوت جلبة كبيرة
ناحية وسط المزرعة فذهبا ليستطلعا الأمر … وجدا الحيوانات تقيم حفلا غنائيا بمناسبة تولي “الحمار الملك” شؤون المزرعة وأخذ الجميع يردد النشيد الوطني الجديد للمزرعة ويهتف بحياة الحمار… حتى الذئب اعتلى ظهر الفيل واخذ يهتف: “بالروح بالدم نفديك يا حمار..!!”… وبدأ الغزال بجسده الرشيق يرقص أمام جماهير الحيوانات… كان مهرجانا بحق… وكلما زاد الصوت والهتاف، زاد نحيب الأسد وشاركه النمر في بكائه… ولفت نظرهما عدم مشاركة الأسود والنمور في المهرجان وأسعدهما ذلك، ولكن أثناء عودتهما من مشاهدة المهرجان، اكتشفا تجمع الأسود والنمور أمام عيادة طبيب أسنان المزرعة لخلع أنيابها وأسنانها بناء علي قرار وتعليمات “الحمار الملك” والذي استفتح ولايته بهذا القرار… بعد عدة أيام من العزلة، قام الأسد وقال للنمر” ليس هروبنا وانعزالنا هو الحل… هيا بنا ننزل إلى المزرعة من جديد ونكون ايجابيين ونرى ما يحدث فيها”… اقترب الأسد والنمر من “القصر الملكي الحميري” وراعهم مشهد مرعب مذهل تمنّا الموت على رؤيته… وجدا الأسود والنمور وقد اصطفت في صف طويل أمام بوابة القصر للحصول علي كيلو لحم من جمعية المزرعة الملحقة بالقصر لسد رمقها وجوعها … … وبعد أيّام، تقرر منع تناول اللحوم نهائياً للأسود والنمور واستبدالها برضعتين لبن من أبقار غريبة على المزرعة مختصة في “إرضاع الكبار” قام الحمار الملك باستقدامها من مزرعة مجاورة… تصور الأسد الشهم أن تثور بعض الأسود فوجدها تقول: “إنها تعليمات، ونحن أتباع الحمار”… وزادت شهية الحمار في إصدار قرارات جديدة مع صمت الأسود المطبق، وأصدر قرارا جديدا تنام بموجبه جميع الأسود والنمور من المغرب بعد أن تتوضأ وتغسل سيقانها… وحذر “الملك الحمار” بأنه إذا ضبط أحد الحيوانات مستيقظا بعد هذا الموعد، فسيضعه في زنزانة الفئران لتلتهمه قطعة قطعة… وفي مدة وجيزة، أصبحت للفئران والسحالي والذئاب الريادة في المزرعة وقام “الحمار الملك” بتعيينها مع أقاربه من الحمير في أعلى المناصب في الدولة الجديدة… مر أسبوع وذهب النمر يتفقد صديقه الأسد فوجد المأساة المفجعة في انتظاره… وجده قد انتحر وجسده مسجى من حبل ربطه في فرع شجرة ضخمة… نظر النمر لجثمان الأسد المدلى والدموع تسيل من عينيه وقال : “حتى عندما قررت أن تضحي كانت تضحيتك هروبا”… أيقن النمر أنه لا فائدة … ثم قرر الذهاب إلى طبيب مختص في التجميل واستبدال جلده المنقط بجلد رمادي، وتطويل وتكبير أذنيه
ناحية وسط المزرعة فذهبا ليستطلعا الأمر … وجدا الحيوانات تقيم حفلا غنائيا بمناسبة تولي “الحمار الملك” شؤون المزرعة وأخذ الجميع يردد النشيد الوطني الجديد للمزرعة ويهتف بحياة الحمار… حتى الذئب اعتلى ظهر الفيل واخذ يهتف: “بالروح بالدم نفديك يا حمار..!!”… وبدأ الغزال بجسده الرشيق يرقص أمام جماهير الحيوانات… كان مهرجانا بحق… وكلما زاد الصوت والهتاف، زاد نحيب الأسد وشاركه النمر في بكائه… ولفت نظرهما عدم مشاركة الأسود والنمور في المهرجان وأسعدهما ذلك، ولكن أثناء عودتهما من مشاهدة المهرجان، اكتشفا تجمع الأسود والنمور أمام عيادة طبيب أسنان المزرعة لخلع أنيابها وأسنانها بناء علي قرار وتعليمات “الحمار الملك” والذي استفتح ولايته بهذا القرار… بعد عدة أيام من العزلة، قام الأسد وقال للنمر” ليس هروبنا وانعزالنا هو الحل… هيا بنا ننزل إلى المزرعة من جديد ونكون ايجابيين ونرى ما يحدث فيها”… اقترب الأسد والنمر من “القصر الملكي الحميري” وراعهم مشهد مرعب مذهل تمنّا الموت على رؤيته… وجدا الأسود والنمور وقد اصطفت في صف طويل أمام بوابة القصر للحصول علي كيلو لحم من جمعية المزرعة الملحقة بالقصر لسد رمقها وجوعها … … وبعد أيّام، تقرر منع تناول اللحوم نهائياً للأسود والنمور واستبدالها برضعتين لبن من أبقار غريبة على المزرعة مختصة في “إرضاع الكبار” قام الحمار الملك باستقدامها من مزرعة مجاورة… تصور الأسد الشهم أن تثور بعض الأسود فوجدها تقول: “إنها تعليمات، ونحن أتباع الحمار”… وزادت شهية الحمار في إصدار قرارات جديدة مع صمت الأسود المطبق، وأصدر قرارا جديدا تنام بموجبه جميع الأسود والنمور من المغرب بعد أن تتوضأ وتغسل سيقانها… وحذر “الملك الحمار” بأنه إذا ضبط أحد الحيوانات مستيقظا بعد هذا الموعد، فسيضعه في زنزانة الفئران لتلتهمه قطعة قطعة… وفي مدة وجيزة، أصبحت للفئران والسحالي والذئاب الريادة في المزرعة وقام “الحمار الملك” بتعيينها مع أقاربه من الحمير في أعلى المناصب في الدولة الجديدة… مر أسبوع وذهب النمر يتفقد صديقه الأسد فوجد المأساة المفجعة في انتظاره… وجده قد انتحر وجسده مسجى من حبل ربطه في فرع شجرة ضخمة… نظر النمر لجثمان الأسد المدلى والدموع تسيل من عينيه وقال : “حتى عندما قررت أن تضحي كانت تضحيتك هروبا”… أيقن النمر أنه لا فائدة … ثم قرر الذهاب إلى طبيب مختص في التجميل واستبدال جلده المنقط بجلد رمادي، وتطويل وتكبير أذنيه
